Wednesday, May 30, 2007

متى يعلنون وفاة العرب ؟



اسأل نفسي كثيرا لماذا طرح نزار قباني قبل عشرة اعوام قصيدته الشهيرة :متى يعلنون وفاة العرب؟ولماذا ضاق صدر عبدالله القصيمي حتى الف كتابه الشهير(العرب ظاهرة صوتية)؟ وماسر تألم العالم السوسيولوجي على الوردي حتى الف كتابه الناقد(مهزلة العقل البشري)؟ ولماذا راح مظفر النواب يلح علينا ان نصبح ولو كالنملة في اعتزازها بقومها:فالكلبة حتى الكلبة تحرس نطفتهاوالنملة تعتز بثقب الارض اما انتم لا تهتز لكم قصبة.ولماذا بكى الشاعر أحمد مطر فرأى ان الحيوان يرفض العقل العربي والعيش العربي قائلا:لوقيل للحيوان كن بشراهنا لبكى واعلن رفضه الحيوان.لماذا كل هذه المازوشية (التلذذ بجلد الذات)؟هل هي شعوبية وكراهية للعرب؟لا أبدا ولكن للاسف الشديدأعتقد أن العرب يعانون من أشكالية كبرى تتمثل في نمط التفكير. اخطاؤنا كبيرة نحن العرب، لكن اكبر اخطائنا هي العاطفة والرومانسية الزائدة والانتفاخ الايديولوجي ووهم اننا افضل مخلوقات الله على الارض .كل العالم تقدموا ونحن في تراجع ان مستوى التفكير السياسي اوالاجتماعي والاقتصادي.اننا متورطون بالتضخم الذاتي وهذيان العظمة .كل العالم لايستحق العيش .عبارة عن اوساخ بشرية وبهائم وكفار ومتفسخون اخلاقيا لا امان لهم الا نحن.حتى تطورهم الحضاري(العالم الاخر) انما هو جاء على اكتاف علماء العرب وبفضلنا ونبقى سنين نعير الغرب بانجازات اجدادنا رحمهم الله الخ من الاسطوانات المشروخة وكلما اخترعوا شيئا ادعينا اننا سبقناهم به ورحنا نبحث في متون الكتب كي نثبت ذلك .حتى غزوهم للفضاء اواختراعهم للانترنيت نحن سبقناهم .كيف؟لاأعلم .والسؤال:اذا كنا نحن اكثر تطورا لماذاهم متقدمون في جامعاتهم ، في قضائهم في ديمقراطيتهم في صحافتهم في اقتصادهم في احترامهم لمواطنيهم ونحن متأخرون بل متخلفون؟هم يشجعون شبابهم على الابداع وحب الحياة ونحن نشجع ابناءنا على الموت والعصبية والقتال و(الجهاد).ونرسخ فيهم ثقافة الموت وكراهية الدنيا والفرح ومواجهة اي فعل ايجابي منتج. نحن العرب متورطون بتراث متخلف في بعض مواقعه فلو انا اخذنا الاسلام كما نزل وسطيا معتدلا لتغير حالنا لكنا اصبحنا اسلاميين اشد من الاسلام شددنا فشدد الله علينا وضاقت بنا الارض وكل العالم فأصبحنا نحن والزمان على انفسنا واوطاننا وبلداننا. نسمي ثقافة الموت شجاعة واقرأ تلك الابيات التي نقدمها لابنائنا في المدارس .قول عنترة:خلقت للحرب احميها اذا بردت واصطلي بلظاها حيث اخترق.والى اليوم كأنما خلقنا للحرب والمحارق.وقول السموأل:واسيافنا في كل غرب ومشرقبها من قراع الدارعين فلول .ومامات منا سيد حتف أنفهولاطل منا حيث كان قتيل.واخر يقول:حصاني كان دلال المنايا.وفي بيت اخر يقول:وسيفي كان في الهيجا طبيبا يداوي رأس من يشكو الصداعاملأت الارض خوفا من حسامي وخصمي لم يجد فيها اتساعا.هذه المبالغات والنرجسيات والاوهام نكررها اليوم في عالمنا العربي .لذلك تطورت اليابان وسنغافورا وغيرهما ونحن بقينا.اشفق كثيرا على واقعنا العربي وانا اشاهد بعض القنوات الفضائية وهي ترسخ في عقول الناس دائما نظريات المؤامرة واننا في عصر يجب ان يكون لغة سلاح عنترة بن شداد هي السائدة وبعضها يعزف الحان تكفير الانظمة واننا نحن في( جاهلية القرن الواحد والعشرين) وان المجتمعات العربية كافرة تستحق القتل لانها رضخت للانظمة الطاغوتية) (المشركة)(الكافرة) التي تواطأت مع (الامبريالية)و(الصهيونية العالمية). فلا بد من (محاربتها) و(تخريب اقتصادها)الخ من هذا الشحن الذي لايزيدنا الا ضعفا على ضعف وتراجعا.السؤال:هل هذه اللغة تخدم العالم العربي؟50عاما مرت علينا ونحن نلوك ذات الافكار والمفاهيم والشعارات ونزداد تراجعا وتخلفا وننتقل من وضع سيئ الى اسوأ.مشاريع عمرانية واقتصادية تقام في الغرب ونحن مازلنا مشغولين بتكفير بعضنا بعضا اوبجر التاريخ بمساوئه لنسجل الاهداف على بعضنا بعضا. وخطابنا الثوري على ماهو عليه على طريقة المذيع أحمد سعيد وبشعار لاصوت يعلو فوق صوت المعركة.حتى حديثنا عن الدين فلانتكلم الا عن الناروضغطة القبر وثعبان يأتي عند موت الانسان ووالخ وقليلا ما نتحدث للشباب عن الجنة ومافيها. واذا اردنا ان نشجعه على الجنة نرسم له طريقا واحدا هو الموت اوالقتل وكأنماالجنة لايمكن الفوز بها الابهذه الطرق.رغم ان الاسلام يركزمن يمت وهو في طلب العلم مات شهيدا.يا علماء الدين يامثقفون يااذاعيون ارحموا شبابنا من هذه الخطابات وهذا الارتجال .لنا ان نقول في السياسة وغيرها (كلفنا ارتجالنا50الف خيمة جديدة!!).

1 comment:

سكوت هنصوت said...

يا له من بوست طويييييييييييييل...شديد الدسامة..لا يتسع وقتي الان لهضمة..وان كنت اتفق معك في اول مقطعين منه
لي عودة مع هذا البوست القوي
تحياتي
مؤقتا